gallouj Thu Mar 12, 2015 5:28 pm
التكنولوجيا في يد المتخلف ـ قصة قصيرة ـ
بقلم علي كلوج
ولد كريم بنواحي مدينة طنجة، مستواه الدراسي لا يتجاوز الأولى ثانوي ، عمره 19 سنة. حلمه هو شراء هاتف غالي الثمن و متطور يحتوي على كاميرا كي يأخد بعض الصور هنا و هناك مع أصدقاءه ، و كذا تصوير الفتيات و ووضع صورهن على صفحات الأنترنت. سافر إلى مدينة طنجة بعد أن أنهى دراسته دون الحصول على شهادة الباكالوريا ، سكن مع أخته خديجة . فبدأ البحث عن العمل في الشوارع و الأزقة يسأل هنا و هناك ، و ينتقل من شركة لأخرى . يستيقظ كل صباح و في يده مجموعة من الأوراق و اللوازم التي تخصه و من بينها بطاقة التعريف الوطنية و السيرة الذاتية. بعد مدة من الزمن لا تقل عن شهر حصل على عمل في إحدى الشركات العملاقة .
بعد شهرين متتابعين من العمل الشاق ،إستطاع أن يشتري أحسن هاتف بكل اللوازم و التقينات المتطورة التي كان يحلم بها. المهم في اليوم الموالي ، قام بمحاولات تصوير بعض الفتيات في العمل و تصوير بعض الڤيديوهات للشركة التي يشتغل بها. إستمر على ذلك أيام ، حيث بدأ يصور يوميا أينما حل و ارتحل ، تراه دائما مشغول بأخذ الصور كأنه يصور فيلم من أفلام الهوليود أو الأكشن.
لم يكمل كريم شهره الثالث حتى وجد نفسه خارج الشركة منع من دخولها فلما سئل عن السبب قيل له بأن مجموعة من الفتيات رفعوا شكاية ضده لمدير الشركة . أصبح حزينا مهموما عاطلا عن العمل ،لم يكن يدري بأن تلك الصور سوف تبعده و تفصله عن عمله، أصبح يكره الكاميرا و الڤديوهات ، حذف الفايس بوك من هاتفه و لم يعد يفتحه لمدة طويلة.
بعد ذلك، تعرف على الواتساب ، كان يجهل طريقة إستعماله ، لكن كما يقال بالتكرار يتعلم الحمار ، فبدأ شيئا فشيئا حتى أصبح بارعا يرسل صور و ڤيديوهات دون شعور . تعرف على فتاة جميلة أعجب بها كثيرا حتى أصبح يتكلم معها ليل نهار، أصبح مشغولا بالهاتف لا يفارقه، كان يدردش و هو جالس أو راكب أو نائم و في كل الحالات ، يبدو و كأنه يسير شركة عبر الإنترنت،أحيانا يبتسم ثم تراه يغضب و بعد ذلك يطلق صرخات الضحك كأنه يشاهد فيلما فكاهيا.
ذات يوم، خرج كريم للتسوق من البقال ، أراد أن يشتري شيئا بسيطا ما ، و في الطريق إصطدم بحائط أصيب بجروح على مستوى الجبين أودت به إلى المستشفى لأنه لم يكن يدري أين يسير مشغول بالدردشة، هذا ما جعله يقطع صلته بالواتساب و بتلك الفتاة الجميلة التي كان يحبها.
رغم كل ما حصل ، لم يستطع الإستغناء عن الفايسبوك فرجع لإستعماله مرة أخرى. لاحظ الكثير من الفتيات في حيه فبدأ في إلتقاط صورهن يوما بعد يوم كما كان يفعل، عادت حليمة إلى عادتها القديمة، هكذا كان يردد و هو يصور ، و بعد مدة لم تتجاوز الأسبوع وجد نفسه بالسجن حوكم بسنتين نافدة و السبب هو أنه قام بتصوير زوجة رجل ذو منصب عالي و عرضها على صفحات الأنترنت