الهواتف الذكية
بقلم علي كلوج


لقد أصبح الهاتف الخلوي المتطور الذكي يشكل جزءا هاما وأساسيا في حياتنا المهنية والخاصة اليومية، و لم تقتصر وظيفته على التواصل و إرسال الرسائل بل تعدى كل ذلك إلى أن وصل مرتبة الإنسان أو أكثر من ذلك لأنه قادر على تقديم خدمات متعددة في مختلف المجالات. ولا تقتصر خدمته على الكبار ورجال الأعمال فقط وإنما على المراهقين أيضا، كل حسب اهتماماته ومواهبه إلى حد التفنن في رنة الهاتف.
إذا يعد اليوم بمثابة رفيق و أنيس ومرشد بلا منازع فمن منّا اليوم يستطيع الإستغناء عن هاتفه الذكي، الذي أصبح بمثابة "حاسوب متنقل" يصلنا بكل من هو حولنا أو بالعالم الخارجي كله. بفضله إستغنينا عن مجموعة من الأشياء التي كنا نستعملها في الماضي مثل : الساعة اليدوية، الرسائل الورقية، المذكرة، ألبوم الصور، الكاميرا اليدوية إلى غيرها و هناك أشياء أخرى جديدة في طريقها لصندوق المهملات من جملتها الجرائد ، و المجلات ، و التلفاز.
فحياتنا اليومية أصبحت مرتبطة كثيرا بالهاتف الذكي وبالأنترنت، لقد أصبح جزءا كبيرا من تواصلنا، وحركتنا، ذهابنا ومجيئنا، وحتى عملنا، وتسوقنا، وتعاملاتنا المالية، ومعاملاتنا ، وتعليمنا، وبحثنا عن المعلومة ومتابعة الأخبار والأحداث، وغيرها من تفاصيل حياتنا اليومية .
صار إهتمامنا بالهواتف الذكية أكثر من إهتمامنا بأنفسنا ، بحيث إذا مرض أحدنا لا يذهب إلى الطبيب ربما خوفا على جيبه أو خوفا من ظهور مرض ما أو هروبا من إستعمال الدواء ، لكن في المقابل إذا تعطل الهاتف النقال نسرع به إلى من يقوم بتعديله و معالجة عطبه.
في ما مضى ، كان الناس عندما يذهبون إلى المقهى يختارون المكان الآمن و المريح الذي يرضيهم لكن اليوم أصبحوا يبحثون عن مكان آمن لهاتفهم ، مكان خاص يزود هذا الهاتف بالضوء الذي يحتاجه بين الفينة و الأخرى.
لا يمكن إنكار الفضل الكبير الذى تلعبه الهواتف الذكية فى حياتنا من تسهيل للعديد من المهام، لكن لا يمكن أيضا التغاضى عن الدور السلبى لهذه الأجهزة فى حياتنا و المتمثلة أساسا في فقدان الروابط بين الناس فتحولنا إلى روبوات لا تتكلم إلا عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى، هذا ما خلصت إليه الكثير من الدراسات إلى ما يعرف بالخرس الإجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة.
مشكلة الناس اليوم هي أنهم لا يستعملون هذه الهواتف الذكية للحصول على المعرفة و الثقافة بل العكس يستعملونها من أجل الترفيه ، التسلية و الضحك و ضياع الوقت إلا من رحم ربي . فكل السلبيات الناتجة عن الهواتف الذكية سببها إستعمالنا الغير المعقلن لها.