الشاب المنسي
بقلم علي كلوج

إنه الشاب النشيط الحسين أحماد الذي ولد في 20/07/ 1985 بقرية صغيرة تدعى ماية التابعة لجماعة الرواضي إقليم الحسيمة. ماية الساحرة بطبيعتها الخلابة ، فيها ترعرع و قضى طفولته بين أحضان الطبيعة
حين بلغ سن الثانية عشر بدأ يحلم كباقي الأطفال الصغار ، كان حلمه هو مجرد الحصول على كاميرا كيف ما كان نوعها لتصوير الناس. حسين ما زال يتذكر يوما ما عندما شاهد، في السوق الأسبوعي لأحد الرواضي ، أحد السياح الذين كانوا يتوافدون على مدينة بادس التاريخية حاملا في يده كاميرا بمنظار كبير، لم يكن يعرف نوعها . هل هي (كانون) أو (نيكون) أو غيرها . يلتقط صورا هنا و هناك . كان حسين يركض خلفه ، بجانبه يتمعن بدقة في الكاميرا و يقول في نفسه يا ليتني أملك مثلها.... لكن ماذا أفعل بها .
حين بلغ حسين سن الخامسة عشر ، إستطاع أن يشتري كاميرا بسيطة تعمل بالفيلم و تحتوي على ما يسمى بالكليتشي ، هنا بدأت قصته مع التصوير حيث بدأ يصور أصدقاءه بثمن رمزي 5 دراهم للصورة الواحدة . كان يصور ويهتف تموت الحياة و تبقى الذكريات لعلهم يلتقطون صور و يلتقط هو ذلك المبلغ المذكور .
عندما بلغ سن الثامنة عشر ، تلقى هدية من خالته، التي تعيش بهولندا . كانت هدية الصيف ، إنها كاميرا فيديو ديجتال كما يطلق عليها المصورون .... لتبدأ قصة أخرى مع التصوير.... حيث لم يعد يقتصر على تصوير الناس و فقط بل أصبح يصور كل الأشياء الجميلة الطبيعية التي تحيط به نظرا لتواجده في مكان طبيعي و خلاب بامتياز مثل المنتزه الوطني تيقيت و قلعة أدوز التاريخية و تاوسارت و غيرها من الأماكن الساحرة التي يتوافد عليها معظم السكان خلال الصيف .
في صيف 2009 ، قرر حسين الذهاب لشاطئ تيقيت، المتواجد بنواحي جماعة الرواضي ، رفقة إخوته و أصدقائه . في الصباح جمع أمتعته و كل ما يحتاجه في البحر و في يده كاميرا . في الطريق ، أثر إنتباهه و اندهش لما رأى في واد تيقيت ، حجرة كبيرة على شكل جمجمة الإنسان . أخد حسين يلتقط صورا من كل الزوايا لهذا المشهد الغريب كي يحصل على صورة مكمولة في النهاية ، لأنها تبدو حجرة جد كبيرة . بالفعل نجح في هذه المهمة و إحتفظ بهذه الصورة الرائعة. و في سنة 2012 شارك بها في مسابقة أحسن صورة فوتوغرافية التي نظمتها جمعية النهضة و السياحة بالحسيمة وحصلت على المركز الأول . ثم بدأت الإنطلاقة الفعلية لموهبته ، بدأ يفكر في شراء كاميرا (نيكون). و بالفعل نجح في الحصول عليها فتحقق مراده بحيث إشترى ما يدعى بكاميرا نيكون 5000D . و كان هدفه هو التعريف بالسياحة في مدينة الحسيمة و نواحيها . أسس صفحة على الفايسبوك تحمل إسم السياحة في الحسيمة و هي صفحة غنية عن التعريف لأنه دائما يقدم فيها الجديد ، فهو أيضا مصور للموقع الإلكتروني ميد بريس.
و في نهاية سنة 2014 ، قام بتأسيس أول جمعية بالريف تحمل إسم (جمعية محبي التصوير الفوتوغرافي بالحسيمة( ، كي يحقق و لو جزء من أحلامه وأهدافه التي يريد الوصول إليها.
لكن حسين لم يستسلم رغم كل المعاناة التي يواجهها . ..
فهدفه التعريف بمنطقة الحسيمة عموما و منطقة بقيوة خصوصا التي تزخر بمؤهلات سياحية مهمة من بينها المنتزه الوطني تيقيت و قلعة أدوز التاريخية و كذا مدينة بادس المشهورة بتاريخها العريق و كهوفها المتواجدة بالمنطقة و الدالة على وجود تاريخ أناس عمروا المنطقة. منطقة بادس كانت معروفة بتوافد التجار عليها من كل أنحاء المغرب.