الفايس بوك :نعمة أم نقمة
بقلم علي كلوج

الفايس بوك هو ذلك الفضاء الأزرق الذي يشغله الناس بالملايين حتى صاروا كلهم مدمنين . لا أريد الخوض في سلبيات و إيجابيات هذا الموقع العملاق بقدر ما أسعى إلى مناقشة بعض الرؤى التي تلعن و توبخ هذا الموقع الذي نحمد الله تعالى أن سخره لنا لخدمة الصالح العام. بفضل الفايس بوك ، إجتمعنا و على جدرانه تناقشنا بكل حرية و عبرنا و تبادلنا أفكارنا ، بل تعلمنا و علمنا ،نصحنا و فضحنا، ساهمنا في إرساء القيم النبيلة و الأخلاق السامية . بفضل الفايس بوك أقيمت الثورات في مشرق الأرض و مغربها . بفضله تعرفنا على أصدقاء جدد و حاولنا أن نعيد الإلتقاء بالأصدقاء القدامى ، فمهما فرقنا الزمان و المكان ، جمعنا هذا العملاق العجيب و الرهيب. في المقابل نجد الكثيرين من مرتادي هذا الموقع يوبخونه و يلعنونه بعد كل هذه الفوائد، لقد صدق ربنا تعالى عندما قال : إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً . فرغم كل هذه النعم التى ذكرت ، إلا أن الإنسان مصر على فعل الشر ، فتراه يوبخ هذه النعمة و يلعنها كلما سمحت له نفسه الأمارة بالسوء لقد صدق الإمام الشافعي في أبياته الرائعة و المشهورة حيث قال : نعيب زماننا والعيب فينا .....ومالزماننا عيب سوانا. فالشخص يستغل الفايسبوك بطريقة وحشية إن صح التعبير ، يعني بطريقة جد سلبية و لا تعود عليه بالنفع و عندما يجني ما زرع يحمل المسؤولية لهذا الموقع و لا يفكر في أن الطريقة التي يستعملها خاطئة أو ليست في محلها . بل هو يفكر على أساس أنه دائما على صواب و لابد أن يحمل المسؤولية لغيره. نعم لا أحد ينكر بأن للفايس بوك إيجابيات و سلبيات لكن كل ما علينا هو أن نعرف متى و كيف نستعمله و ما الغاية أو الهدف من إستعماله ؟ إن فهمنا و عرفنا أن نجيب على هذه الأسئلة بطريقة منطقية و عقلية أنذاك سوف يتبين لنا بأن الفايس بوك كله نعمة و لا أثر للسلبيات في حضور هذا الويب الرائع.